تحولت منازل العديد من الفلسطينيين ببلدة حوارة، شمال الضفة الغربية المحتلة، إلى ما يشبه السجون، على خلفية قيامهم بتعزيز وسائل الحماية لها وسط تصاعد هجمات المستوطنين بالآونة الأخيرة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

في آذار / مارس 2023، شن مئات المستوطنين هجومًا على حوارة أسفر عن استشهاد فلسطيني، وإحراق مئات من السيارات والمحال التجارية والمنازل. ومنذ ذلك الحين، تعاني هذه البلدة من اعتداءات متواصلة للمستوطنين، تصاعدت بشكل كبير بالتزامن مع بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

"منزلي أشبه بسجن مجدو"

أحد سكان حوارة، رومل السويطي (61 عامًا)، وصف منزله في البلدة، في تقرير لوكالة "الأناضول"، بأنه "أشبه بسجن مجدو"، الإسرائيلي.

ويضيف السويطي، وهو صحفي متقاعد، أن تصاعد هجمات المستوطنين في السنوات الثلاث الأخيرة، وخاصة بعد السابع من أكتوبر، دفعه إلى زيادة وسائل الحماية فوق سور حديقة منزله، ومن ضمنها، نصب كاميرات مراقبة على سور الحديقة ووضع الأسلاك الشائكة "لعلها تحمي المنزل أو تعرقل دخول المستوطنين إليه حتى يتسنى لي الدفاع عن عائلتي".

ورغم أن وقوع المنزل بالقرب من الشارع العام الحيوي في حوارة قد يكون ميزة، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى السويطي.

فموقع المنزل جعله عرضة لهجمات المستوطنين المتكررة إذ يمرون عليه أثناء قدومهم من مستوطنات شيدت على قمم جبال مدينة نابلس القريبة.

خطر قادم

وبينما يجلس السويطي برفقة أحفاده في حديقة منزله، فإن القلق لا يبارحه حيث يشاهد أعمال البناء المتسارعة بالمستوطنات المشيدة على قمم الجبال، ويقول: "ما شهدناه في السنوات الأخيرة من عمليات وهجمات للمستوطنين ضد المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة، والتي تصاعدت بعد 7 أكتوبر أمر خطير للغاية"، مشيرًا إلى أن منزله ومنازل أخرى لجيرانه وأشقائه تعرضت مؤخرًا لهجوم نفذه نحو 150 مستوطنًا، وشمل أعمال حرق وتكسير للعديد من السيارات.

ويضيف: "في ظل هذا الوضع كان لا بد لي من العمل وبجهد شخصي على توفير الحماية لمنزلي ولأسرتي وأحفادي من هجمات المستوطنين".

"ليسوا بشرًا"

ويصف السويطي سلوك المستوطنين بـ"غير المعقول"، معتبرًا أن "هؤلاء ليسوا بشرًا، بل عصابات منظمة".

ويشير إلى أن الهجمات سابقًا كان ينفذها عادة عشرات المستوطنين، ولكن في الآونة الأخيرة بات العدد يصل إلى 400 مستوطن، مشددًا على أنه "عمل منظم، وتبادل أدوار مع قوات الاحتلال وشرطتها".

كما ويلفت إلى أن "جنود الاحتلال يقفون متفرجين عند تنفيذ المستوطنين هجماتهم، وإذا ما شعروا بخطر قد يصيبهم يتدخلون لحمايتهم".

لا تحمي ولكن قد تعيق

ويستطرد: "هذه الأسلاك الشائكة قد لا تحمي المنزل من خطر وهجمات المستوطنين، لكنها تعمل على تأخير وإعاقة دخولهم إليه لحين الاستعداد والصعود على سطح المنزل للدفاع".

"ندافع بأجسادنا العارية"

وعن سبل الدفاع بمواجهة هجمات المستوطنين، يقول السويطي: "ندافع بأجسادنا العارية، وأكثر ما يمكن أن نملكه هو الحجارة في مواجهة مستوطن مسلح بأسلحة نارية ويحمل عبوات حارقة، ويحميهم الجيش والشرطة". ويضيف: "نحن هنا في رباط وجهاد ونعيش معاناة يومية حيث لا أمن ولا أمان".

ثابتون في منازلنا

حال منزل السويطي تنطبق على منازل أخرى في الحي الشمالي من حوارة، والتي عمل الأهالي فيها على تعزيز وسائل الحماية علّها تحميهم من هجمات المستوطنين حتى لو تحولت إلى ما يشبه السجون.

اقرأ/ي أيضًا | تقرير: "مليون مستوطن بالضفة حتى 2030"